کد مطلب:306550 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:195

بزوغ النور الذی سیربط النبوة بالامامة


فتأهبت السماء لتقطر وردها و ریاحینها، و تأهبت ملائكة العرش لیزفوا التهانی والتبریكات الی الرسول، و تأهبن الحور العین لتقبیل المولود الطاهر.

.. فنزلت من السماء كُلة من النور، (كأنها) شمس طالعة فی الدجی.

.. و غطت بدن الزهراء البتول.. ثم هبطت كوكبة من رحمة الله الخالق تغشی الأبصار بنورها.. (فلقد جاء الزهراء المخاض) الوضع.

وادعِك سیدتی الفاضلة.. والتفت الی جانبك؛ لاستفسر من التی كانت بقربك، و أنت فی أشدّ الحالات، فرأیتها (اسماء). و التی حكت لنا قائلة و الدهشة تعلوها:

(كنت لا اری شیئاً غیر نور هائل غطی، بدن سیدتی بنت رسول اللَّه).

.. و اذا باشراقة من نور ملئت الأرض.

فعندها سمعت صوتاً ناعماً جمیلاً لم أسمع مثله من قبل یردد اسماء اللَّه.

فالتفت مبهوتة، فرأیت غلاماً مغطی بذلك النور، ما رأت كمثله العیون، و هو ساجد علی الأرض كمن یصلی اللَّه.. فنظرت إلی الزهراء اُرید أن اطمئن لسلامتها، فرأیتها مشرقة حبورة فرحة تتلألأ قسماتها انشراحاً و غبطة و سعادة.

.. فرفعت الزكیة ولیدها لتلثمه قبلة الاستقبال والترحیب فهذا هو ولیدها الذی طالما كانت تحلم به.

وها هی تنظر إلی عینیه، اذ فیهما نور ساطع كأنه كوكب دری یتناهض بتوهجه، و أشعته التی اطلت علی كل الكائنات.

.. سُرت الزهراء سروراً عظیماً.. و شاطرها الأب الذی ما كان شعوره یقل عن شعور زوجته، اذ یراها سالمة معافاة، و بحجرها غلام رائع.. فیشكر اللَّه و یحمده.


فتناول ولیده وضمه إلیه یوسعه لثماً و تقبیلاً... و یتأمل فیه، و فی نور عینیه اذ تشرقان بنور غطی و میضه كل محیاه و معانیه.

.. و یدخل الجد، و یری امامه هذا المنظر الداعی للابتهال إلی اللَّه و لا أستطیع (یا مولاتی) أن أعبر عن سرور النبی، الذی فاض محیاه الكریم بهجة اذ یرفعه فیقربه من فمه الطاهر فیلعق الولید لسانه بشغف و قوة یمتص من لعاب جده.

ثم یسكن هادئاً متنعماً بسمعه لا یقاع آیات الفرقان التی یرتلها المصطفی قرّب اُذنیه.

.. و لا یسعنی سیدتی أن أقول شیئاً، لكن الفرحة التی حوت هذا البیت الطاهر لم تقتصر علیكم سیدتی، بل شاركتكم السماء فی هذا الابتهاج العظیم.

.. لذا هبط أفضل الملائكة (جبرائیل) مع كوكبة لا تحصی من الملائكة و هم یكبرون، و یباركون لك.

.. و قد تجسدت فرحتهم حینما حملوا معهم اسم المولود الذی (ربط النبوة بالامامة.

أجل ها هو جبرائیل یرفرف بجناحیه فوق الولید.. فیثور معه عبق الجنان و عبیرها.. و هو یقول للرسول الذی احتضن حفیده:

- «یا محمد ان ربك یقرئك السلام و یقول: علی منك بمنزلة هارون من موسی و لكن لا نبی بعدك اسم ابنك هذا بأسم ولد هارون». [1] .

فرفع الجد رأسه نحو الامین یرمقه بنظراته العذبة قائلاً:

- (و ما كان اسم ابن هارون).

فرفرف الملك و بعث بشذاه نحو الارجاء قائلاً: «شبر».

ابتسم الرسول الكریم ابتسامة رائعة و قال:


- (لسانی عربی). فحلق الامین عالیاً عالیاً و صاح منادیاً «سمه الحسن».

.. و هكذا سیدتی سمی ابنك الرحمان.. فیا للفخر والكرامة لام مثلك و ولد مثل ولدك.

فكما استقبلت السماء هذا المولود الطاهر، كذلك استقبلته الارض.

.. فاستفاض مائها العذب من بین العیون و الغدران المترعة.. لتدرك السُهب التائهة.

.. و غرد طیر البر من علی البیادر الخضراء، و بزغت الشمس، فی حین كان قطر الندی قد انتشرت قطراته.

فتزینت السماء بقوس قزح.. وهب نسیم عطری هز الاجمة، فترنمت اغصانها ناثرة حول عنقها بلسماً لؤلؤیاً، كان أول من كتب حروف اسم (الحسن).. بفیروزج كریم.

.. اجل كان نور الحسن قد عم الكون.. حیث عیناه كانتا تبرقان بریقاً كالقبس النیر.

و قد امتلأت حجرة الولید بالحور العین والملائكة و تهانی و تبریكات المسلمین.



[1] بحارالأنوار، الأنوار البهية.